في تصعيد خطير على جبهة التّوتّر بين طهران وتل أبيب، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، تنفيذه ضربات استهدفت منشآت نوويّة إيرانيّة، من بينها “المفاعل النّووي في منطقة أراك”، إلى جانب “موقع لتطوير الأسلحة النّوويّة” في نطنز، وذلك خلال ساعات اللّيل الماضية.
وتُعدّ المنشأتان المستهدفتان من أبرز النّقاط الحسّاسة في الملف النّووي الإيراني، إذ تضمّ أراك – المعروفة حاليًّا باسم خنداب – مفاعلًا يعمل بالماء الثّقيل، فيما تضمّ نطنز مجمّعًا كبيرًا لتخصيب اليورانيوم يُعتبر من بين الرّكائز الأساسيّة للبرنامج النّووي الإيراني.
وسائل إعلام إيرانيّة أفادت في وقت مبكّر من صباح الخميس، بأنّ الدّفاعات الجويّة تمّ تفعيلها في محيط منشأة خنداب عقب سقوط مقذوفيْن قرب المنطقة. وبحسب تصريحات رسميّة بثّها التّلفزيون الإيراني، “تمّ إخلاء المنطقة قبل القصف”، مع تأكيدٍ بعدم “رصد أي مخاطر إشعاعيّة أو إصابات”، كما “لم تكن هناك إشارة لوقوع أي أضرار”.
وبالنّسبة لنطنز، التي سبق تعرّضها لقصف خلال الأيّام الماضية في خضمِّ الصّراع المتصاعد منذ ستّة أيّام، فهي تضم منشأتيْن رئيسيّتيْن لتخصيب اليورانيوم، وقد شكّلت طوال السّنوات الماضية محورًا لتقارير الوكالة الدّوليّة للطّاقة الذّريّة بشأن البرنامج النّووي الإيراني.
ووفق ما جاء في بيان الجيش الإسرائيلي، فقد تمّ استهداف “هيكل قلب المفاعل في أراك”، واصفًا إيّاه بأنّه “مكوّن رئيسي في إنتاج البلوتونيوم”.
يُذكر أنّ بناء المفاعل في خنداب كان قد توقّف عقب توقيع الاتّفاق النّووي عام 2015، حيث جرى تفكيك قلبه وملؤه بالخرسانة لجعله غير صالح للاستخدام. ومع ذلك، فقد أبلغت طهران الوكالة الدّوليّة للطّاقة الذّريّة بنيّتها تشغيل المفاعل سنة 2026.
وتُعتبر مفاعلات الماء الثّقيل مصدر قلق كبير للوكالات الرّقابيّة الدّوليّة، نظرًا لإمكانية استخدامها في إنتاج البلوتونيوم، وهو عنصر يمكن الاستعانة به في صناعة السّلاح النّووي.
من جانبها، لا تزال إيران تؤكّد أنّ برنامجها النّووي المُستهدف من قِبل إسرائيل “يخدم أغراضًا سلميّة فقط”.