أعلنت المملكة المغربيّة وجمهوريّة مصر العربيّة، اليوم الأربعاء بالرباط، عن إحداث لجنة وزاريّة للتّنسيق والمتابعة، تأتي كخطوة نوعيّة نحو تعزيز التّشاور السّياسي وترسيخ شراكة استراتيجيّة بين البلديْن. اللّجنة التي ستُشرف عليها اللّجنة العليا المشتركة برئاسة الملك محمد السادس والرّئيس عبد الفتاح السيسي، سيقودها وزيرا الخارجيّة بالتّناوب.
الزّيارة الرّسمية التي قام بها وزير الخارجيّة المصري بدر عبد العاطي، والتي حمل خلالها رسالة خطيّة من الرّئيس السيسي إلى الملك محمد السادس، لم تكن بروتوكوليّة، بل عكست رغبة سياسيّة قويّة في توطيد التّعاون الثّنائي والإرتقاء به إلى مستوى التّحدّيات المشتركة التي يواجهها البلدان على المستوييْن الإقليمي والدّولي.
وفي مؤتمر صحفي مشترك، شدّد الوزير المصري على أهميّة تأسيس آلية تشاور يوميّة لدعم الإستقرار والتّنمية في الفضاء العربي والإفريقي، فيما أكّد نظيره المغربي ناصر بوريطة على عمق العلاقات المغربيّة-المصريّة، مبرزاً أنّ اللّجنة الجديدة ستشتغل على ملفّات سياسيّة واقتصاديّة وثقافيّة تحت مظلّة اللّجنة العليا.
واتّفق الطّرفان على عقد اجتماعات دوريّة على عدّة مستويات، تشمل لقاءات وزاريّة وقطاعيّة سنويّة، تهم مجالات الإستثمار، الصّناعة، الأمن الغذائي، والثّقافة، كما تقرّر عقد منتدى اقتصادي يجمع رجال الأعمال في أفق تعزيز الشّراكة بين القطاعيْن العام والخاص.
وشكّل اللّقاء مناسبة لتقارب الرّؤى بخصوص ملفّات إقليميّة حسّاسة، على رأسها القضيّة الفلسطينيّة، الأزمة اللّيبيّة، وسد النّهضة، حيث أكّد الوزيران على المواقف المتطابقة والدّاعمة للحلول السّلميّة والعدالة في القضايا العالقة.
الثّقافة بدورها حضرت بقوّة ضمن برنامج التّعاون، إذ تمّ الإتّفاق على إحياء الجسور الثّقافيّة والفنيّة بين الشعبيْن، وتنظيم منتدى للفنّانين والمثقّفين، في خطوة تروم تعزيز التّواصل الشّعبي وتكريس التّكامل الحضاري العربي.
ومن المرتقب أن تُعقد أولى دورات اللّجنة الوزاريّة بالقاهرة خلال الأشهر المقبلة، لبحث آفاق التّعاون الصّناعي والإستثماري، بما يعزّز تموقع المغرب ومصر كمحوريْن اقتصاديّيْن إقليميّيْن.