بدأت المملكة العربية السعودية مرحلة التعافي من جائحة “كورونا”، بعد تراجع ملموس في عدد الإصابات بالفيروس والحالات الحرجة، وتزايد نسبة الأشخاص الذين استكملوا جرعات لقاح “كورونا”.

وبناء على ما رفعته الجهات الصحية المختصة ونظرا للتقدم في تحصين المجتمع وتراجع عدد حالات الإصابة، أعلنت الحكومة عن تحديث البروتوكولات الوقائية بداية من هذا الأسبوع وتخفيف القيود والإجراءات الاحترازية الصحية التي ف رضت جراء الجائحة، مع الإبقاء على مبدأ إثبات التحصين عبر التطبيق الإلكتروني المعتمد. وجاء ذلك بعد الإجراءات الصحية المشددة التي اعتمدتها البلاد والتي قوبلت بتكاتف الجهات الحكومية وتجاوب المواطنين والمقيمين لتجاوز الأزمة الصحية بشكل نهائي وتحقيق عودة آمنة للحياة الطبيعية.

وشملت الجهود المبذولة للتأكد من الالتزام بالإجراءات الوقائية والصحية برسم سنة 2021، القيام بأكثر من 5 ملايين و300 ألف جولة رقابية عبر أمانات المناطق، ض بط خلالها 95 ألف منشأة مخالفة، وفق مسؤول حكومي.

وقد ألغى القرار الحكومي الصادر بهذا الخصوص التباعد الجسدي وسمح باستخدام كامل الطاقة الاستيعابية في التجمعات والأماكن العامة ووسائل المواصلات والمطاعم وقاعات السينما زالملاعب الرياضية ونحوها، كما سمح بإقامة وحضور المناسبات في قاعات الأفراح وغيرها من دون تقييد للعدد، مع أهمية تأكيد تطبيق الإجراءات الاحترازية نظرا لخطورة السلوكيات المرتبطة به.

غير أن السلطات السعودية شددت على أن السماح بإقامة المناسبات وحضورها في قاعات الأفراح وإلغاء التباعد الجسدي والسماح بكامل الطاقة الاستيعابية سيكون وفق ضوابط، منها اشتراط التحصين بجرعتين، وإلزامية ارتداء الكمامة وتطهير اليدين، وتهوية المكان جيدا ، فضلا عن توفير الأواني ذات الاستخدام الواحد.

كما سمحت السلطات السعودية باستخدام كامل الطاقة الاستيعابية في الحرمين الشريفين وإلغاء التباعد بين المصلين مع إلزام الجميع بارتداء الكمامة في كل الأوقات، والاستمرار في استخدام التطبيقات الإلكترونية الرسمية لأخذ مواعيد العمرة والصلاة وزيارة الروضة الشريفة للتحكم بالأعداد الموجودة في آن واحد.

وكانت أجواء إيمانية وروحانية تحف المصلين في المسجد الحرام بعد هذا القرار، حيث استشعر المصلون ذلك أثناء أدائهم الصلاة من خلال عودة الصفوف إلى التكامل والاصطفاف جنب ا إلى جنب استجابة لتنبيه إمام المسجد الحرام على الاستواء والتقارب.

وفي هذا الصدد، أعلنت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين عن عودة جميع الخدمات التي كانت موجودة قبل الجائحة، وتخصيص صحن المطاف لأداء الطواف فقط، والاستفادة من جميع الأدوار المتعددة للمسعى، وعودة جميع حلقات القرآن الكريم والدروس العلمية حضوريا ، بالإضافة إلى الاستفادة من كامل الطاقة الاستيعابية للمصليات بالتوسعة السعودية الثالثة.

وأوضح هاني حيدر، المتحدث الرسمي للرئاسة العامة أنه تم رفع عدد الأبواب المخصصة لدخول المعتمرين إلى 44 بابا ، فيما يشرف على عملية التفويج وتنظيم الحشود قرابة 780 موظفا وموظفة، مضيفا أن صحن المطاف سيكون للمعتمرين فقط، وسي ستفاد من جميع أدوار المسعى المتعددة لاستقبال المعتمرين.

من جهتها أصدرت الهيئة العامة السعودية للطيران المدني تعليماتها لشركات الطيران بشأن تشغيل كامل الطاقة الاستيعابية لمطارات المملكة في الرحلات المحلية والخارجية.

وفي السياق ذاته، دعا المتحدث الرسمي لوزارة الصحة محمد العبد العالي، في المؤتمر الصحافي الأسبوعي، إلى ضرورة الإسراع في استكمال الجرعات، للحاق بركب من استكملوا تحصينهم وحصلوا على الأمان الصحي والجسدي والنفسي، مشيرا إلى أن المرحلة الحالية من تخفيف الإجراءات تستند على ركيزتين أساسيتين، هما وعي المجتمع، ومسؤولية الجهات والمواقع ومنظمي الأنشطة. وشدد العبد العالي على ضرورة مواصلة الالتزام بالتدابير الوقائية في الأماكن المخصصة، واستكمال جرعات اللقاح، مجددا التأكيد على مأمونية اللقاحات المعتمدة في المملكة من بينها لقاح “موديرنا”، مؤكدا أن الأبحاث والدراسات أثبتت أن اللقاح المذكور “ذو كفاءة عالية وأعلى من أمثاله من اللقاحات في مواجهة التحورات المثيرة للقلق ومن أبرزها متحور دلتا”.

وبلغ عدد جرعات لقاح “كورونا” المعطاة في المملكة منذ بدء التطعيم وحتى أمس قرابة 45 مليون جرعة تم إعطاؤها حتى الآن عبر أكثر من 587 موقعا للتطعيم في كافة مناطق المملكة، فيما بلغ عدد من تلقوا التطعيم بجرعة واحدة أكثر من 24 مليون شخص بينما تجاوز عدد من تلقوا الجرعتين 21 مليونا. وعلى صعيد الإحصاءات، أعلنت وزارة الصحة أمس الإثنين تسجيل 38 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، فيما رصدت تعافي 52 حالة، وحالتي وفاة، لترتفع حصيلة الوفيات إلى 8765 حالة. وبلغ إجمالي حالات الإصابة تراكميا منذ ظهور أول حالة في المملكة 547.969 حالة.