شهدت أكاديميّة نادي الرجاء الرّياضي بمدينة بوسكورة، صباح اليوم السبت، توقيع اتّفاقية شراكة استراتيجيّة بين النّادي وشركة “مارسا ماروك”، في خطوة اعتُبرت فارقة في تاريخ الفريق البيضاوي، تمهّد لمرحلة جديدة من التّسيير الحديث والحكامة الرّشيدة.
جرت مراسم التّوقيع في أجواء رسميّة متميّزة بحضور قيادات رياضيّة بارزة، على رأسهم فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكيّة المغربيّة لكرة القدم، وعبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الوطنيّة لكرة القدم الاحترافيّة، إلى جانب أعضاء منخرطي النّادي ومستثمرين وشخصيّات معروفة في السّاحة الكرويّة الوطنيّة.
ورغم الأهميّة الكبرى لهذا الحدث، اتّخذت إدارة الرجاء قرارًا بتنظيم الحفل بشكل مغلق، مع اقتصار التّغطية الإعلاميّة على البث المباشر عبر الصّفحة الرّسميّة للنّادي على “فيسبوك” والقنوات الرّسميّة، ممّا أثار اهتمامًا وتساؤلات لدى المتابعين حول أسباب هذا الخَيار.
اِفتُتح الحفل بكلمات من فوزي لقجع وجواد الزيات، رئيس نادي الرجاء، أكّدا فيها أنّ هذه الشّراكة تشكّل نقطة انطلاق نحو تسيير عصري يوازن بين الاستقلال المالي وضمان استمراريّة الأداء الرّياضي والتّقني للنّادي.
وتنص الاتّفاقيّة على دخول شركة “مارسا ماروك” كمساهم رئيسي بنسبة 60% من رأس مال الشّركة الرّياضيّة التّابعة للنّادي، وهو ما يمنحها الصّلاحيات القانونيّة لإدارة الجوانب الماليّة والإداريّة، بينما يحتفظ المكتب المسيّر للنّادي بالتّحكّم الكامل في الشّق التّقني والرّياضي.
كما التزمت “مارسا ماروك” بضخ نسبة 7% من ميزانية الشّركة الرّياضيّة سنويًّا في حساب الجمعيّة الأم، فيما يتولّى مجلس إدارة الشّركة مسؤوليّة الجوانب القانونيّة والتّسويقيّة والماليّة دون التّدخّل في الشّؤون الرّياضيّة.
ويرى محلّلون أنّ هذه الخطوة تمثّل نموذجًا رائدًا في التّسيير المؤسّسي والتمويل المستدام للأندية المغربيّة، معززةً الرّهان على الشّراكات الاستراتيجيّة كرافعة للارتقاء بالاحترافيّة والتّألّق الرّياضي.