تعيش مدينة الرباط، في هذه الأثناء، أجواء احتفالية استثنائيّة على وقع استقبال جماهيري ورسمي كبير لأعضاء المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، بعد إنجازهم التّاريخي بتحقيق لقب كأس العالم للشّباب، لأوّل مرّة في تاريخ كرة القدم المغربيّة.
ويأتي هذا الاستقبال البهيج استجابةً للتّعليمات السّامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أمر بتنظيم مراسم تكريم خاصّة لهؤلاء الأبطال، عرفانًا بما قدّموه من أداء مشرّف أدخل الفرحة إلى قلوب ملايين المغاربة، وجعل اسم المغرب يصدح في ملاعب الكرة العالمية.
وتشهد شوارع العاصمة مسيرات فرح عارمة، حيث خرجت جموع المواطنين لتحية عناصر “أشبال الأطلس”، وسط أجواء وطنية استثنائيّة تعكس حجم الاعتزاز الشّعبي بما تحقّق من إنجاز غير مسبوق، هو ثمرة عمل جماعي طويل الأمد في مجال التّكوين الرّياضي ورعاية المواهب الصّاعدة.
وتُعد هذه اللّحظة التّاريخيّة تتويجًا فعليًّا لرؤية ملكيّة راسخة تجعل من الرّياضة رافعة للتّنمية وتعزيز صورة المغرب دوليًا، حيث باتت البنية التّحتية الرّياضية والتّكوين الاحترافي للأجيال الصّاعدة، عنصريْن حاسميْن في بروز المغرب كقوّة رياضية إفريقيّة وعالمية.
ويحمل هذا الحدث دلالات عميقة تتجاوز الطّابع الرّياضي، إذ يجسد الإيمان بقدرات الشّباب المغربي حين يُمنح الدّعم والثّقة، كما يعكس التّكامل بين التّوجيهات الملكيّة، والمؤسّسات الرّياضية، وإرادة اللاّعبين الطّموحين نحو القمّة.