بعد سنوات من التجارب التقنية والتحضيرات اللوجستيكية الدقيقة، تدخل المملكة المغربية مرحلة جديدة من التحول الرقمي مع شروع شركات الاتصالات في إطلاق شبكة الجيل الخامس (5G) بشكل رسمي.
فترة طويلة من التحضيرات التقنية واللوجستيكية، بدأت بعدها شركات الاتصالات المغربية في تفعيل الخدمة تدريجياً، لتشمل مدناً رئيسية من بينها العيون، الداخلة، السمارة، وبوجدور، إلى جانب عدد من المدن الكبرى مثل الدار البيضاء، الرباط، مراكش، طنجة، وأكادير.
وقد بدأ المواطنون فعلياً بملاحظة ظهور إشارة “5G” على هواتفهم الذكية، بدلاً من “4G”، ما يؤكد الانطلاقة الرسمية لعصر جديد من الاتصالات الرقمية فائقة السرعة في المغرب.
وتأتي هذه المرحلة بعد عدة أشهر من التحضيرات والتشريعات، حيث صادق مجلس الحكومة على ثلاثة مراسيم تمنح تراخيص إنشاء واستغلال شبكات الجيل الخامس لكل من شركات “اتصالات المغرب”، و”إنوي”، و”أورنج”، في إطار رؤية وطنية تهدف إلى دعم التحول الرقمي الشامل.
وأكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، أن تقنية الجيل الخامس ستغطي نحو 70 في المائة من التراب الوطني بحلول سنة 2030، بالتزامن مع تنظيم المغرب لكأس العالم بشكل مشترك، مشيرة إلى أن هناك خططاً لتوسيع التغطية تدريجياً خلال السنوات المقبلة.
ويرى مراقبون أن دخول العيون والأقاليم الجنوبية إلى منظومة الجيل الخامس سيُحدث تحولاً عميقاً في الاقتصاد المحلي، من خلال تعزيز مشاريع الذكاء الاصطناعي، المدن الذكية، وإنترنت الأشياء، مما يجعل الصحراء المغربية جزءاً محورياً من مستقبل الابتكار الوطني والإفريقي.




