تعيش الجزائر منذ أيّام على وقع حالة غير مسبوقة من الغموض السّياسي، عقب اختفاء الرّئيس عبد المجيد تبون عن المشهد العام، في وقت تشهد فيه العاصمة الجزائريّة انتشارًا أمنيًّا وعسكريًّا لافتًا.

وكانت الرّئاسة قد أعلنت دخول تبون عطلة رسميّة ما بين 5 و20 غشت، غير أنّ استمرار غيابه إلى اليوم من دون أي إطلالة إعلاميّة أو بلاغ رسمي بشأن وضعه، فتح الباب أمام موجة واسعة من التّساؤلات والتّأويلات.

مصادر إعلاميّة غير رسميّة ربطت غياب تبون بأسباب صحيّة محتملة، فيما ذهبت تحليلات أخرى إلى فرضيّة وجود صراع داخلي على السّلطة، وصلت حد الإشارة إلى احتمال وضعه تحت الإقامة الجبريّة من قبل رئيس أركان الجيش، الفريق السعيد شنقريحة، في سياق خلافات داخليّة محتدمة. ورغم غياب أي تأكيد رسمي، فإنّ هذه الرّوايات تعكس حجم التّوتّر القائم داخل البنية السّياسيّة والعسكريّة للبلاد.

البعد الخارجي بدوره لم يكن بعيدًا عن المشهد، حيث تشير بعض التّحليلات إلى ضغوط دوليّة، خصوصًا أمريكيّة، لدفع الجزائر نحو مواقف أكثر مرونة بخصوص النّزاع الإقليمي حول الصّحراء المغربيّة، ما جعل غياب تبون يُقرأ أيضًا في إطار ترتيبات خارجيّة محتملة، سواء كخطوة تكتيكيّة أو كإجراء مؤقّت لتفادي تداعيات أكبر في المنطقة.

وفي ظل تضارب الأنباء وتعدّد السّيناريوهات، يظل الرّأي العام الجزائري في حالة ترقّب لأي بيان رسمي أو ظهور علني للرّئيس. وبين فرضيّات الغياب الصحّي، أو تصاعد صراع داخلي على السّلطة، أو ضغوط خارجيّة متشابكة، تبقى الجزائر عالقة في دائرة غموض سياسي يزيد من هشاشة الاستقرار الدّاخلي ويضع مستقبل المرحلة المقبلة أمام أسئلة مفتوحة.