شهدت التّغطية الإعلاميّة الرّسميّة في الجزائر خلال بطولة كأس أمم إفريقيا للسيّدات التي تحتضنها المملكة المغربية، تصعيدًا غير مسبوق في محاولات طمس وإخفاء أي علامة أو رمز مرتبط بالمغرب. حيث أقدمت القناة العموميّة الجزائريّة على حذف اسم المغرب وتعديل صور وفيديوهات تخص البطولة، في سلوك يذكّر بممارسات الرّقابة المشدّدة التي تشهدها كوريا الشّماليّة.

وأبرزت الواقعة في المؤتمر الصّحفي للمنتخب الجزائري، عندما تمّ محو شعار شركة الخطوط الملكيّة المغربيّة “لارام” من لوحة إشهاريّة خلف مدرّب المنتخب، واستبداله بشعار شركة “طوطال إينرجي” الفرنسيّة، في خطوة تحمل رسائل سياسيّة متناقضة مع خطاب النّظام الجزائري الذي يصف فرنسا بالخصم التّاريخي.

لم تقتصر التّعديلات على حذف الشّعارات فحسب، بل شملت أيضًا إزالة عبارة “المغرب 2025” من جميع التّقارير المصوّرة المتعلّقة بمشاركة المنتخب الجزائري في البطولة، ما يعكس حساسية مفرطة تجاه كل ما يخص المغرب، حتّى في مناسبات رياضيّة رسميّة.

هذه الممارسات التي تثير استغراب الرّأي العام، ترصد مدى التّصعيد السّياسي تجاه المغرب، مستخدمةً تقنيات مونتاج متقدّمة لتزوير المشهد الإعلامي، وهي تكاد تكون فريدة عالميًّا، مقارنةً بما تقوم به فقط دول معزولة مثل كوريا الشّماليّة التي تمارس رقابة صارمة على البث التّلفزيوني.

تأتي هذه الخطوات في ظل أزمة دبلوماسيّة متواصلة بين البلديْن، تعكس توتّراً عميقاً يطال مختلف المجالات، ومنها الرّياضة والإعلام، مؤكّدين من خلالها استمرار حالة العداء والرّفض الرّسمي لأي تواجد أو ظهور للمغرب في الإعلام الجزائري.