في تصعيد جديد على واجهة التّضييق البحري ضد قطاع غزّة، اعترضت قوّات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، السّفينة “حنظلة” التّابعة لأسطول الحريّة، في اليوم السّابع من رحلتها، قبل أن تقتادها قسرًا إلى ميناء أسدود، وتعتقل من على متنها طاقمًا من المتضامنين الدّوليّين.

السّفينة، التي كانت تُبحر محمّلة بمساعدات إنسانيّة في محاولة رمزيّة لكسر الحصار المفروض على غزّة منذ سنوات، تعرّضت لعمليّة اقتحام من قبل البحريّة الإسرائيليّة في عرض البحر، وسط تنديدات واسعة واتّهامات بارتكاب “قرصنة دولة” في المياه الدّوليّة.

وكان على متن “حنظلة” عدد من الشّخصيّات الأوروبيّة، من بينهم المغربي الزّميل “محمد البقالي” مراسل قناة الجزيرة، وكذلك نائبتان في البرلمان الفرنسي عن حزب “فرنسا الأبيّة”، المعروف بمواقفه الرّافضة لسياسات الهجرة والتّضييق على الفلسطينيّين.

الزميل الصحافي المغربي “محمد البقالي” مراسل الجزيرة أثناء مشاركته في رحلة لكسر حصار غزّة وخلفه سفينة “حنظلة”

 

وبحسب هيئة البث الإسرائيليّة، فقد خضع المتضامنون لاستجواب أوّلي تمهيدًا لإحالتهم إلى الشّرطة، في حين أعلن المركز القانوني “عدالة” أنّه أرسل محامين إلى أسدود للمطالبة بحق التّواصل مع المعتقلين.

وفي رسائل مصوّرة بثّها “تحالف أسطول الحريّة” عبر منصّاته، طالب النّشطاء المحتجزون بدعم شعبي ورسمي من دولهم، من أجل ضمان الإفراج عنهم، مؤكّدين أنّ ما حدث يكشف الوجه القمعي للاحتلال الإسرائيلي.

المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة وصف اعتراض السّفينة بأنّه “قرصنة بحريّة مكتملة الأركان”، محملًّا الاحتلال مسؤولية سلامة ركّابها، وداعيًا المجتمع الدّولي إلى اتّخاذ موقف حازم أمام ما اعتبره “انتهاكًا فاضحًا لقوانين الملاحة وحقوق الإنسان”.

من جانبها، شدّدت حركة حماس على أنّ اعتراض “حنظلة” جريمة مزدوجة، تمسّ الإرادة الإنسانيّة وتُضاف إلى سلسلة الاعتداءات اليوميّة على الشّعب الفلسطيني، مطالبةً بمحاسبة الاحتلال أمام المؤسّسات الدّوليّة، ومؤكّدةً ضرورة استمرار القوافل البحريّة نحو غزّة رغم كل الموانع.

كما انضمّت الجبهة الشّعبيّة لتحرير فلسطين إلى موجة الإدانة، معتبرةً ما حدث حلقة جديدة من استهداف المبادرات المدنيّة الهادفة إلى كسر الحصار وتسليط الضّوء على الكارثة الإنسانيّة في القطاع.

وفي ظل هذا التّصعيد، تتزايد الضّغوط على الحكومات الغربيّة والهيئات الأمميّة للتّدخّل، وسط تساؤلات ملحّة حول مستقبل المبادرات الشّعبيّة لكسر الحصار، ومدى صمودها في وجه آلة القمع الإسرائيلي التي لا تتوانى عن تجاوز القوانين الدّوليّة في العلن.