في خطوة وُصفت بالتّصعيد غير المسبوق، أثار إطلاق الجيش الإسرائيلي للنّار في اتّجاه وفد دبلوماسي يضم ممثّلين عن 25 دولة – من بينهم السّفير المغربي لدى فلسطين عبد الرحمان مزيان – خلال زيارتهم لمخيم جنين، موجة إدانات دوليّة واستدعاءات رسميّة لسفراء تل أبيب في عدد من العواصم.
البعثة، التي كانت بصدد تقييم الوضع الإنساني في المخيم الواقع بالضفّة الغربيّة، دخلت في نطاق عمليّة عسكريّة إسرائيليّة متواصلة منذ مطلع السّنة. ورغم أنّ الزّيارة تمّت بتنسيق رسمي مع السّلطة الفلسطينيّة وموافقة الجانب الإسرائيلي، إلّا أنّ الجيش برّر الواقعة بأنّ الوفد “انحرف عن المسار المحدّد”، حسب رواية إعلاميّة نُقِلت عن بيانٍ عسكري.
من جهته، شدّد المتحدّث باسم الأمم المتّحدة ستيفان دوجاريك، على أنّ “الدّبلوماسيّين ليْسوا أهدافًا، وأمنُهم وحصانتُهم واجب الإحترام دون استثناء”، مؤكّدًا أنّ الأمين العام للأمم المتّحدة، أنطونيو غوتيريش، يُتابع الحادثة بقلق بالغ.
أمّا مدير عمليّات وكالة “الأونروا” في الضفّة الغربيّة، رولاند فريدريش، فاعتبر في بيانٍ صريح أنّ ما وقع يُظهر “مدى التّهاون في استخدام القوّة المفرطة”، متسائلًا عن مدى التزام الجيش الإسرائيلي بقواعد الإشتباك في مناطق غير قتاليّة، حيث “قُتل 137 فلسطينيًّا منذُ يناير فقط”، وفق قوله.
ردود الفعل لم تتأخّر، إذ بادرت كل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال والأوروغواي إلى استدعاء السّفراء الإسرائيليّين لديها، بينما عبّرت دول أخرى من قبيل ألمانيا وتركيا والمكسيك والأردن ومصر والسعودية، فضلًا عن الإتّحاد الأوروبي، عن قلقها الشّديد وطالبت بتحقيق فوري وشامل.
الجيش الإسرائيلي أعرب عن “أسفه للإزعاج” الذي تسبّبت فيه الواقعة، مع تعهّده بفتح تحقيق داخلي، وسط تصاعد الغضب الدّبلوماسي والتّساؤلات حول مدى احترام إسرائيل لالتزاماتها تجاه البعثات الأجنبيّة في الأراضي الفلسطينيّة.