في ولاية ماديا براديش الهندية، إثر حديثه مع زميلته الهندوسية في الكلّية، مدعين بأنه تحرّش بها، موجة غضب واستنكار عارمة على منصات التواصل.وتداول متفاعلون على مواقع التواصل الاجتماعي بشكلٍ واسعٍ أمس الأربعاء (18 يناير) مقطع فيديو يوثق حادثة الاعتداء، التي وقعت في الثالث من شهر يناير الجاري.

وأظهر الفيديو المتداول حديثًا محاصرة المُعتدين للشاب شهباز، والذي يدرس الماجستير في علم الكمبيوتر، وصفعه عدة مراتٍ على وجهه ورأسه وتهديده، قبل أن يضربوه بشكلٍ عنيفٍ ووحشيٍ بعِصيٍّ غليظة.

وبعد انتشار الفيديو وإظهار هوية المعتدين الذين لم تتخذ الشرطة إجراءاتٍ بحقهم، توجه وفدٌ من الناشطين المسلمين في مدينة خاندوا لمركز الشرطة، مطالبين مدير الشركة “فيفيك سينغ” باعتقال المتهمين.

وأفاد النشطاء، في حديثهم مع الصحفيين، بأن الشاب شهباز كان ضحية لمؤامرة، وأنه اتُهم ظُلمًا وضُرب لمجرد كونه مسلم، من قِبل جماعة عُرفت عنها استهداف المسلمين في المدينة.

وقال شهباز للصحفيين: “سألوني عن اسمي واختطفوني واعتدوا عليّ لـ 3 ساعات في موقف للسيارات … وأجبروني على ترديد شعارات وسرقوا كل أموالي”.

 

وصرّح مدير شرطة خاندوا، فيفيك سينغ، لوسائل إعلامية أمس بأنه تم تسجيل شكوى بحق المعتدين يوم الاعتداء، لكن الشرطة لم تفعل شيئًا بحجة أن الشكوى ضد مجهولين، حيث أن الشاب لم يتمكن من التعرف عليهم. وأضاف سينغ: “عندما ظهر فيديو الحادثة لاحقًا، تم التعرف على مجموعة الشباب، وسيتم الآن اتخاذ إجراءات ضدهم”.

وأفاد مدير الشرطة بأنه سيتم اتخاذ إجراءات أيضًا ضد الشاب المسلم المُعتدى عليه، حيث تم تقديم شكوى ضده بالتحرش بزميلته الهندوسية.كما أصدرت شرطة “خاندوا” بيانًا على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الأربعاء، أفادت فيه باعتقال المعتدين الـ 6 بعد التعرف عليهم نتيجةً لانتشار فيديو الاعتداء.

وأكدت الشرطة في بيانها بأن الشاب المسلم اعتُقل أيضًا بموجب شكوى ضده بتهمة “التحرش”، وقالت إن التحقيق جارٍ بحق الطرفَين في القضية.وسادت حالة من الغضب في صفوف متفاعلين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين نددوا باستمرار الانتهاكات ضد الأقلية المسلمة في الهند.واستنكر المجلس الأمريكي-الهندي الإسلامي تلك الحادثة، وعلّق عليها بقوله: “تدير الجماعات الهندوسية المتعصبة حاليًا حملة وطنية ضد إقامة العلاقات بين مختلفي الأديان”.

وقالت الناشطة كافيتا شريفاستيافا: “هذه هي الهند الجديدة، حيث تحظى العقوبة والقوة الغاشمة بحق المسلمين بحصانة مطلقة. حتى أن التصوير بالكاميرا أثناء ارتكاب في العنف ليس كفيلًا بوضعهم وراء القضبان. يتم إخضاع المسلمين من خلال غرس الخوف فيهم وشرعنة الدولة للعنف ضدهم”.

من جانبه غرّد صانع الأفلام الهندي أونير: “يبدو أن ولاية ماديا براديش الهندية قد استحوذت عليه روايات الكراهية. هذا أمر مزعج وخطير للغاية. العار على من يدعم مثل هذه الأفعال برواياتهم الدينية الحمقاء. أنتم جبناء”.

وبدروها قالت الممثلة الهندية تشانديني شوداري: “ما الذي يحدث في العالم. كل يوم هناك حلقة جديدة من مثل هذه الأعمال الشنيعة. أشعر بالاشمئزاز من كمية العنف الجسدي الذيلا يبالي به الجميع. آمل حقًا أن يتم اتخاذ إجراءات ضد هؤلاء الأشخاص الفظيعين”.