تعرّض مواطن إسباني متقاعد يبلغ من العمر سبعين عامًا، يُدعى “دومنغو”، لاعتداء عنيف في بلدة توري باتشيكو بإقليم مورسيا جنوب شرق إسبانيا، على يد أربعة شبّان من أصول مغربيّة أثناء سيره في الشّارع، في واقعة لم تسبقها أي خلافات شخصيّة، حيث استهدف المعتدون الرّجل بهدف تسجيل الحادثة ونشرها عبر تطبيق “تيك توك” كنوع من “التّرفيه الاستعراضي”.

وأفادت التّحقيقات الأوّليّة التي أشرف عليها الحرس المدني الإسباني بتوقيف أحد المشتبه فيهم، فيما لا تزال عمليّات البحث مستمرّة لتحديد هويّة البقيّة، في وقت يتصاعد فيه الغضب الشّعبي المحلّي حيال الحادث.

وسرعان ما تحوّلت الواقعة إلى أداة استغلال سياسي من قبل التيّارات اليمينيّة المتطرّفة، لا سيما حزب “فوكس“، الذي استغلّ الحدث لتأجيج الخطاب المناهض للهجرة، داعياً إلى “استعادة الأمن في الشّوارع” و”تطهير الأحياء من العنف المستورد”، ما أدّى إلى تنظيم مظاهرات شهدت شعارات عنصريّة وتحريضًا ضد الجالية المغربيّة، التي تشكّل أكبر تجمّع أجنبي في المنطقة.

وفي هذا السّياق، حذّر مراقبون محليّون من مخاطر تعميم هذه الحادثة المعزولة على الجالية المغربيّة بأكملها، مشيرين إلى أنّ ذلك قد يعيد سيناريو أعمال العنف التي شهدتها إسبانيا في فبراير 2000 بمدينة “إل إيخيدو”، حيث اندلعت احتجاجات عنيفة بعد مقتل امرأة إسبانيّة على يد مهاجر مغربي يعاني من اضطرابات نفسيّة، ما أسفر عن موجة شغب استهدفت الجالية المغربيّة بشكل واسع.

ورغم اختلاف الظّروف بين الحادثتيْن، إلّا أنّ التّحذيرات تمحورت حول ضرورة عدم الانزلاق إلى خطاب معادٍ لكل المهاجرين بسبب أفعال فرديّة، مع تأكيد دعم الإجراءات القانونيّة الرّادعة تجاه الجناة.

من جهتها، كثّفت السّلطات الأمنيّة في مورسيا تواجدها ميدانيًّا لمواجهة أي طارئ أمني، فيما أصدرت الحكومة الإسبانيّة في مدريد بيانات رسميّة تدين بشدّة كل أشكال التّحريض والكراهية.