أثار تداول معطيات تفيد باختيار الفنّان المصري محمد رمضان لأداء الأغنية الرّسميّة وإحياء حفل افتتاح كأس أمم إفريقيا 2025، التي يستضيفها المغرب ابتداءً من 21 دجنبر الجاري، موجة من الجدل داخل الأوساط الثّقافية والإعلامية المغربية، في ظل انتقادات اعتبرت القرار إقصاء غير مبرّر للفنّانين المحليّين في تظاهرة قاريّة كبرى تُنظّم على الأراضي المغربية.
ويأتي هذا الجدل بالنّظر إلى الصّورة المثيرة للانقسام التي ارتبط بها اسم محمد رمضان في السّنوات الأخيرة، حيث يواجه انتقادات متكرّرة بسبب طبيعة بعض أعماله الفنيّة، التي يرى معارضوه أنّها تقوم على الاستعراض المفرط وتمجيد العنف، ولا تنسجم مع القيم الفنيّة والتّربوية التي يُفترض أن تواكب حدثًا رياضيًا بحجم كأس أمم إفريقيا.
وزادت من حدّة النّقاش ردود الفعل التي أعقبت زيارة سابقة للفنّان المصري إلى مدينة مراكش، حيث اعتبر عدد من المتابعين أنّ بعض مظاهر سلوكه العلني عكست تناقضًا أثار استياء شريحة واسعة من الرّأي العام، وهو ما أعاد إلى الواجهة التّساؤلات حول مدى ملاءمة اختياره لتمثيل الواجهة الفنيّة لحفل الافتتاح.
ويركّز جزء كبير من الانتقادات على ما وُصف بتغييب الفنّان المغربي عن مناسبة كان من المفترض أن تشكّل فرصة لإبراز الغنى الثّقافي والهويّة الفنيّة الوطنية أمام جمهور قارّي ودولي واسع، بدل اللّجوء إلى أسماء خارجية تحيط بها نقاشات أخلاقية وفنّية متواصلة.
وفي هذا السّياق، انضمّ عدد من الفنّانين المغاربة إلى النّقاش الدّائر، من بينهم الفنّان أمينوكس (أمين التمري)، الذي عبّر عن استغرابه من هذا التّوجّه، معتبرًا أنّ مبدأ المعاملة بالمثل يظل غائبًا، ومثيرًا تساؤلات حول منطق اختيار فنّان أجنبي لإحياء افتتاح بطولة تقام في المغرب.

وفي المقابل، يرى مؤيّدو هذا الاختيار، في حال تأكيده، أنّ الاستعانة بنجم عربي واسع الانتشار قد تضيف بعدًا جماهيريًّا وتسويقيًّا للبطولة، وتسهم في تعزيز إشعاعها الإعلامي على الصّعيد القارّي.
وإلى حدود السّاعة، لم تصدر اللّجنة المنظّمة لكأس أمم إفريقيا 2025 أي توضيحات رسميّة تؤكّد أو تنفي هويّة الفنّان الذي سيحيي حفل الافتتاح، في وقت يتواصل فيه النّقاش المحتدم على منصّات التّواصل الاجتماعي بين مطالبين بإعطاء الأولوية للأسماء المغربية، وداعين إلى الانفتاح على خيارات فنيّة ذات صدى عربي أوسع.








