سلّطت صحيفة El Mundo الإسبانيّة الضّوء على قرار الرّئيس الأمريكي دونالد ترامب تعيين رجل الأعمال والمموّل الجمهوري ديوك بوشان الثّالث سفيرًا جديدًا للولايات المتّحدة في المملكة المغربيّة، معتبرةً الخطوة مؤشّرًا على إعادة ترتيب أولويّات واشنطن في شمال إفريقيا وتفضيلها الرباط كشريك استراتيجي على حساب مدريد.
وأوضحت الصّحيفة أنّ بوشان، الذي أدّى اليمين الدّستورية لتولّي مهامه في الرباط، يُعد من أكثر الشّخصيّات قربًا من ترامب ونفوذًا داخل الحزب الجمهوري، إذ شغل سابقًا رئاسة اللّجنة المالية للحزب، ما جعله أحد أعمدة تمويل الحملات الانتخابية للرّئيس الأمريكي. ووصفته El Mundo بأنّه “السّلاح السرّي لجمع الأموال” في ماكينة ترامب السّياسية.
وأضاف التّقرير أنّ السّفير الجديد، الذي راكم ثروة كبيرة من خلال صندوقه الاستثماري “هانتر” منذ تأسيسه عام 2001، كان قد تولّى سابقًا منصب السّفير الأمريكي في إسبانيا خلال الولاية الأولى لترامب. وتعتبر الصحيفة أنّ انتقاله اليوم إلى المغرب يحمل دلالات رمزيّة وسياسية قويّة، خصوصًا في ظل برود العلاقات الأمريكيّة الإسبانيّة داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو).
كما نقلت El Mundo عن بوشان تأكيده أمام الكونغرس أنّ المغرب ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي، مشيدًا بجهود العاهل المغربي الملك محمد السادس، ومبرزًا مكانة المملكة في التّعاون الأمني ومكافحة الإرهاب، واستضافتها لمناورات “الأسد الإفريقي” المشتركة مع القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم).
وفي ما يتعلّق بملف الصّحراء، أكّدت الصّحيفة أنّ السّفير الأمريكي الجديد جدّد موقف واشنطن الثّابت الدّاعم لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبيّة، معتبراً مبادرة الحكم الذّاتي “الحل الواقعي والدّائم للنّزاع”.
وختمت El Mundo تقريرها بالإشارة إلى أنّ هذا التّعيين يعكس رهان الإدارة الأمريكية على المغرب كشريك موثوق ومؤثّر في القارّة الإفريقية، في وقت تتراجع فيه حرارة العلاقات مع إسبانيا، ما يكرّس – بحسب الصّحيفة – تحولًّا استراتيجيًا في اتّجاه بوصلـة واشنطن الدّبلوماسية.








