كشفت تقارير إعلاميّة عن قيام الحكومة الإسرائيليّة، خلال الأشهر الأخيرة، بتكثيف جهودها لتعزيز صورتها في الرّأي العام الأمريكي، عبر عقود بملايين الدّولارات مع شركات متخصّصة في الحملات الرّقميّة والتّأثير الإعلامي، سواءٌ على الإنترنت أو خارجه.

ويأتي هذا التّحرّك في ظل انخفاض الدّعم التّقليدي لإسرائيل بين المحافظين والكنائس المسيحية الإنجيليين، حيث استعانت تل أبيب بخبراء في الحملات السّياسية، بمن فيهم مدير حملة سابق للرّئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتنفيذ استراتيجيات مركّزة تستهدف ملايين المسيحيين المرتادين للكنائس، إضافةً إلى استخدام شبكات روبوتات ومنصّات الذّكاء الاصطناعي لتعزيز الرّسائل المؤيّدة لإسرائيل.

وتشمل العقود الجديدة، التي يتم تنفيذها عبر شركة Havas Media Germany GmbH، شطرًا لإنتاج محتوى رقمي متنوّع، بما في ذلك الفيديوهات والبودكاست والنّصوص والرّسومات، بحيث تصل معدّلات الظّهور إلى 50 مليون مرّة شهريًا، مع تركيز 80% من الحملات على الشّباب الأمريكي عبر منصّات مثل “تيك توك” و”إنستغرام” و”يوتيوب”.

كما تتضمّن الحملات محاولات التّأثير على برامج الدّردشة بالذّكاء الاصطناعي مثل “تشات جي بي تي”، لتوجيه نتائج النّقاش العام حول إسرائيل وفلسطين، وهو ما يمثّل تحوّلًا جديدًا في أساليب الدّبلوماسية العامّة الإسرائيليّة.

وأشار تقرير صحيفة هآرتس إلى أنّ هذه الحملات تعكس مرحلة جديدة في “الهاسبارا” الإسرائيليّة بعد العدوان على غزّة، مع التّركيز على الاستهداف الدّقيق للمجموعات الأكثر دعمًا سابقًا، ومواجهة الانخفاض الملحوظ في الدّعم، بما يشمل الشّباب الجمهوريين والمسيحيين الإنجيليين.

وتشمل الاستراتيجيات استخدام رسائل دينية وسياسية، بالإضافة إلى أدوات جغرافية لتحديد المواقع داخل الكنائس والجامعات المسيحية، لضمان وصول الرّسائل بشكل دقيق إلى الجمهور المستهدف، الذي يُقدّر بـ ثمانية ملايين مرتاد للكنائس وأربعة ملايين طالب مسيحي.

وبالإضافة إلى الحملات الرّقميّة، استمرّ الكيان الإسرائيلي في الإنفاق على الإعلانات التّقليدية، عبر محرّكات البحث والمنصّات الاجتماعية، بما يزيد عن 45 مليون دولار في النّصف الثّاني من 2025، وذلك لتعزيز حضوره الإعلامي في الولايات المتّحدة.