شكل تقلد السياسي والاقتصادي “نزار بركة”، مسؤولياته كأمين عام لحزب الاستقلال أحد أعرق الأحزاب السياسية المغربية، حداً فاصلاً  مع مرحلة وسمها سابقه “حميد شباط” بالكثير من الجدل، بدأ بقرار الانسحاب من  حكومة بن كيران السابقة، مما أفضى آن ذاك إلى أزمة حكومية تم حلها بدخول حزب “التجمع الوطني الأحرار“. ولم تنته بتصريحاته الحادة و المثيرة كان أبرزها تلك التي أشعلت فتيل الخلاف مع الجارة موريتانيا، قبل أن يتم وضعفيتوأمام دخوله الحكومة الحالية برئاسة سعد الدين العثماني.

حزب الزعيم الراحل “علال الفاسي”، الذي يراهن حالياً على “بركة”، عرف تراجعاً ملحوظاً على مستوى مختلف بنياته الداخلية، خاصة عندما يتعلق الأمر بتحقيق “التوافق”. ذلك الذي افتقد في محطات عديدة بمن فيها انتخاب الأمين العام، أو تجديد مختلف الهياكل الموازية، فضلاً عن خسارة عدد من مناضلي الحزب.

ولعل محمد لمين حرمة الله، رجل الأعمال و رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب بالجهات الجنوبية الثلاث والبرلماني السابق عن إقليم أوسرد، قد لا يكون آخر هؤلاء، فبعد ارتباط دام لأكثر من 18 سنة، غادر الرجل الحزب في ما اعتبر نتيجة لغياب توافق منشود حول خيار المنسقية الإقليمية للحزب.

تسمية”شيبة ماء العينين” على رأس برلمان الحزب، لم تكن هي الأخرى عملية بذلك اليسر، عضو اللجنة التنفيذية للحزب انتخب من خارج لائحة المرشحين، التي شملت خمس متنافسين على المركز، انسحب من بينهم “كريم غلاب”، فيما شملت اللائحة أيضاً “نور الدين مضيان” و “رحال مكاوي”، و “ياسمينة بادو”.

اللجوء إلى اسم بعيد عن المنافسة واختياره لقيادة برلمان “الاستقلال”، جاء من أجل تفادي الانقسام داخل اللجنة التنفيذية، التي لعب “مولاي حمدي ولد الرشيد” القيادي البارز من داخلها، دورا كبيرا في طي صفحة الخلاف في القيادة السياسية للحزب، التي فشلت في إقناع المرشحين لرئاسة المجلس الوطني للحزب، بالتوافق على مرشح واحد.

سياق يقرأ في إطاره استمرار الارتجاج الداخلي للحزب في ظل غياب وحدة الصف، فحتى قرار الاصطفاف مع المعارضة انتظر تصويت المجلس الوطني بالإجتماع قرابة السنة على تشكيل حكومة العدالة و التنمية، ” .. موقعنا الطبيعي اليوم في المشهد السياسي هو المعارضة الاستقلالية الوطنية للدفاع عن ثوابت البلاد وإصلاحات الكبرى” يضيف نزار بركة.

في ظل وضع سياسي يشوبه الانقسام، ينتظر الاستقلاليون نهجاً جديداً، يبدد مشاهذ النزاع و الانقسام . فهل تكون القيادة الجديدة للحزب العريق على قدر التحديات المعقودة عليها ؟