أطلقت القوّات المسلّحة الإسبانيّة، بداية هذا الأسبوع، مناورات ميدانيّة واسعة النّطاق تحت اسم “Sinergia 25″، تمتد إلى غاية 21 شتنبر الجاري، بمشاركة جميع التّشكيلات القتاليّة، وتغطّي مناطق ذات حساسية استراتيجيّة، من بينها سبتة ومليلية والجزر المتوسّطية، وفق ما أعلنت هيئة الأركان العامّة للدّفاع في مدريد.

وتهدف التّدريبات إلى تعزيز التّنسيق العملياتي بين القوّات البريّة والبحريّة والجويّة، إضافةً إلى وحدات متخصّصة في الدّفاع السّيبراني والفضائي، وذلك في إطار تأهيل المنظومة العسكريّة الإسبانيّة لمواجهة التّهديدات المعقّدة والمتعدّدة الأبعاد.

بالتّوازي مع ذلك، أطلقت وزارة الدّفاع الإسبانيّة تمرينًا جويًّا منفصلًا تحت اسم “Eagle Eye 25-03″، يهم جزر الكناري والمجال الأطلسي، ويشهد مشاركة مقاتلات من طراز F-18، ومنظومات دفاع جوّي متقدّمة، إلى جانب الفرقاطة “كريستوبال كولون” (F-105)، ووحدات مختصّة في مواجهة الطّائرات بدون طيّار وتفعيل منظومات الإنذار المبكّر.

وتؤطّر هذه التّدريبات قيادة العمليّات الجويّة بالتّنسيق مع قيادة العمليّات المشتركة، بهدف دمج القدرات القتاليّة ضمن منظومة الدّفاع الجوّي الإسباني، وتطوير آليات المراقبة والرّصد والرّدع، بما يشمل أيضًا اختبارات رقميّة وهجمات إلكترونيّة وهميّة، وتحسين أنظمة الملاحة عبر الأقمار الاصطناعيّة ومراقبة الفضاء.

ورغم أنّ مدريد تدرج هذه المناورات ضمن التّمارين الرّوتينيّة للجاهزيّة العسكريّة، فإنّ تركيز جزء كبير منها على سبتة ومليلية والجزر المجاورة يُثير اهتمامًا بالغًا في المغرب، الذي يعتبر هذه المناطق أراضي خاضعة لاحتلال أجنبي، ويواصل التّأكيد على مغربيّتهما تاريخيًّا وقانونيًّا.

وتأتي هذه التّحرّكات في ظرفيّة إقليميّة يشوبها توتّر صامت ومراقبة متبادلة، ما يجعل كل تمرين عسكري في هذه المناطق محط رصد وتحليل استراتيجي مغربي دقيق، خاصّةً مع تصاعد الرّهانات الجيوسياسيّة المرتبطة بمضيق جبل طارق والمجال الأطلسي.