في تطوّر جديد لمسار المفاوضات غير المباشرة بشأن الحرب في قطاع غزّة، أعلنت حركة “حماس” فجر اليوم الخميس أنّها قدّمت ردًّا رسميًّا إلى الوسطاء حول المقترح الإسرائيلي القاضي بوقف مؤقّت لإطلاق النّار لمدّة 60 يومًا، وذلك في خضم محادثات مستمرّة تحتضنها العاصمة القطريّة الدّوحة.
ووفق ما جاء في بيان للحركة، فإنّ الرّد لا يعبّر فقط عن موقف حماس، بل يشمل أيضًا مواقف الفصائل الفلسطينيّة الأخرى، في تأكيد على التّنسيق الموحّد داخل الجبهة الفلسطينيّة.
مصادر فلسطينيّة مطّلعة أوضحت أنّ الرّد تضمّن تعديلات جوهريّة، أبرزها ضرورة توفير ضمانات حقيقيّة لوقف شامل ودائم للعمليّات العسكريّة، إضافةً إلى مطالب تتعلّق بتسهيل دخول المساعدات الإنسانيّة إلى القطاع، وترتيبات انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي الغزيّة.
كما طالبت حماس بإجراء تعديلات على خرائط الانسحاب، مع التّشديد على إخلاء التّجمّعات السّكنيّة وطريق صلاح الدين الحيوي، والسّماح بتمركز محدود للقوّات الإسرائيليّة على عمق لا يتجاوز 800 متر في بعض المناطق الحدوديّة.
وفي ملف الأسرى، شدّدت الحركة على ضرورة الإفراج عن عدد أكبر من المعتقلين الفلسطينيّين المحكومين بأحكام عالية، مقابل إطلاق سراح الجنود الإسرائيليّين المحتجزين أحياء.
على الجانب الدّولي، أكّد البيت الأبيض أنّ مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف يواصل جولة محادثات مع مسؤولين من الشّرق الأوسط في أوروبا، في محاولة لتقريب وجهات النّظر ودفع المفاوضات نحو اتّفاق يُنهي القتال ويُسرّع عمليّات تبادل الأسرى وتخفيف الأزمة الإنسانيّة.
وفي المقابل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ عددًا من وزرائه بنيّته إنهاء العمليّات العسكريّة خلال فترة الهدنة المحتملة، مع الإبقاء على خيار استئناف القتال في حال فشلت التّفاهمات.
وأشارت التّقارير إلى أنّ التّراجع في الجاهزيّة القتاليّة للجيش الإسرائيلي داخل غّزة، كان عاملاً حاسمًا في مراجعة القيادة السّياسيّة والعسكريّة لجدوى استمرار الحرب، ما يُعزّز فرضيّة القبول بوقف مؤقّت للحرب.
هذا، وأفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، بأنّ إسرائيل تدرس رد حركة المقاومة الإسلاميّة الفلسطينيّة “حماس” على مقترح لوقف إطلاق النّار في قطاع غزّة.