في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن المدرسي وتحسين جودة الحياة التّعليميّة، وجّهت وزارة التّربية الوطنيّة والتّعليم الأوّلي والرّياضة، يوم الجمعة، تعليمات ملزمة إلى مديري الأكاديميات الجهويّة والمديرين الإقليميّين تقضي باتخاذ تدابير فوريّة لمنع مغادرة التّلاميذ للمؤسّسات التّعليميّة خلال فترات منتصف النّهار أو السّاعات غير المبرمجة.
وتستند هذه التّوجيهات إلى مذكّرة رسميّة، أكّدت فيها الوزارة أنّ عدداً من التّلميذات والتّلاميذ، لاسيما في المناطق القرويّة أو ذات البُعد الجغرافي عن المؤسّسات، يُجبرون على البقاء خارج الفضاء المدرسي خلال الفترات الفارغة، ما يجعلهم عرضة لمخاطر متعدّدة تمس سلامتهم النّفسيّة والجسديّة، وتؤثّر سلباً على تحصيلهم الدّراسي وسلوكهم اليومي.
ولتجاوز هذا الإشكال، دعت الوزارة إلى استثمار المرافق المتوفّرة داخل المؤسّسات التّعليميّة، من قبيل القاعات متعدّدة التّخصّصات والمكتبات، لتوفير بيئة بديلة وآمنة يُمضي فيها التّلاميذ أوقات الاستراحة الطّويلة. كما أوصت بتنظيم أنشطة تربويّة وثقافيّة ورياضيّة موازية تُعزّز الارتباط بالمؤسّسة وتدعم القيم السّلوكيّة والانضباطيّة لديهم.
وشدّدت المذكّرة على ضرورة تأمين المراقبة التّربويّة المستمرّة طيلة اليوم الدّراسي، بهدف حماية التّلاميذ وضمان شعورهم بالأمان داخل أسوار المدرسة، والحد من أي سلوكيات غير تربويّة قد تنشأ في الفضاءات غير الخاضعة للإشراف.
ويأتي هذا التّوجّه في إطار الرّؤية الاستراتيجية للوزارة، الهادفة إلى محاربة الهدر والانقطاع المدرسي، وتحقيق استمرارية التّعلّم في بيئة تربويّة شاملة تدمج بين التّأطير التّعليمي والرّعاية النّفسيّة والاجتماعية.