في خطوة سياسيّة تهدف إلى تجديد الثّقة وتقييم الأداء في منتصف الولاية، أعطى حزب التّجمّع الوطني للأحرار، صباح السبت من مدينة الداخلة، انطلاقة جولته الوطنيّة تحت شعار “مسار الإنجازات”، مؤكّداً التزامه الرّاسخ بتسريع وتيرة تنزيل الأوراش الملكيّة الكبرى وتعزيز دعائم الدّولة الإجتماعيّة.

وفي كلمة افتتاحيّة أمام مناضلي الحزب وممثّلي المجتمع المحلّي، شدّد رئيس الحزب، عزيز أخنوش، على أنّ “الأحرار” اِختاروا الإستمراريّة في التّوجّه الملكي الرّامي إلى بناء نموذج إجتماعي متماسك، حيث قال: “نحن مستمرّون في تحويل التّوجيهات السّامية لصاحب الجلالة إلى سياسات عموميّة ملموسة تستجيب لانتظارات المواطنين”.

أخنوش أشار إلى أنّ تعميم الحماية الإجتماعيّة، وتوسيع التّغطية الصحيّة، وتفعيل الدّعم الإجتماعي المباشر، كُلُّها مشاريع تشكّل حجر الزّاوية في أجندة الحزب، إلى جانب ورش إصلاح نظام التّقاعد، الذي يُعد مطلبًا حيويًّا لشرائح مهنيّة حسّاسة كالبحّارة الصيّادين التّقليديّين.

ولم يفُت رئيس الحكومة التّطرّق إلى إجراءات تحسين الدّخل، لاسيما من خلال خفض الضّريبة على الدّخل، بما يُتيح للطّبقة المتوسّطة هامشًا أوسع لمواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة، إلى جانب استعراضه لأبرز المشاريع الإستراتيجيّة التي تشهدها جهة الداخلة وادي الذهب، مثل ميناء الداخلة الأطلسي، ومحطّة تحلية مياه البحر، والطّريق السّريع تزنيت-الداخلة.

الجولة، التي ستجوب مختلف جهات المملكة، تسعى بحسب المنظّمين إلى استعراض حصيلة العمل السّياسي للحزب من منظور القرب والفعّالية، مع فسح المجال أمام المواطنين للمشاركة في صياغة الرّؤية المستقبليّة من خلال لقاءات مفتوحة تُنظَّم تحت عنوان “نقاش الأحرار”.

وعلى هامش الإنطلاقة الرّسميّة، عقد المكتب السّياسي للحزب إجتماعاً بالداخلة، خُصِّصَ لتدارُس مستجدّات الوضعيْن الوطني والدّولي، ومتابعة الدّينامية التّنظيميّة للحزب، في أُفق تعزيز أدواره على المستوى التّرابي وتكريس الجهويّة المتقدّمة كرافعة لاتخاذ القرار.

بهذه الجولة، يسعى حزب التّجمع الوطني للأحرار إلى الإنتقال من مرحلة الخطاب إلى الفعل، مع التّركيز على النّتائج الميدانيّة كمؤشّر حقيقي على نجاعة السّياسات العموميّة، في سياق يتطلّب تعبئة جماعيّة وتفاعلاً مباشراً مع نبض الشّارع المغربي.