في قضيّة غريبة أثارت الرّأي العام الفرنسي، أدانت محكمة الجنايات في مدينة بوردو زوجيْن فرنسيّيْن بتهم تتعلّق بـ”الإخلال بالواجبات الأبويّة” و”تعريض قاصر للخطر”، بعد الاشتباه في تخطيطهما لتنفيذ طقس غريب للتّضحية بابنهما داخل الأراضي المغربيّة، بهدف ما وصفاه بـ”الخلاص الرّوحي” و”العودة إلى الحياة على طريقة المسيح”.
تفاصيل القضيّة تعود إلى نهاية سنة 2023، حين أوقفت السّلطات الإسبانيّة الزّوجيْن جنوب البلاد، بينما كانا يحاولان مغادرة أوروبا على متن عبّارة متّجهة إلى المغرب. التّحقيقات كشفت عن تحرّكات مثيرة للرّيْبة، إذ تخلّى الزّوجان عن حياتهما في فرنسا وأتلفا هاتفيْهما لمنع تتبّعهما، ما اعتبره الادّعاء دليلاً على وجود نيّة لتنفيذ “مخطّط طقوس مقلقة” في قلب الصّحراء المغربيّة.
صحيفة لو باريزيان أشارت إلى أنّ الزّوجيْن أبديا قناعة غريبة بـ”قدرة طفلهما على العودة إلى الحياة” في يوم عيد الميلاد، وهو ما عبّرا عنه خلال جلسات الاستماع، مؤكّديْن أنّ الفكرة كانت بدافع ديني محض، وليست نيّة فعليّة لإيذائه.
ورغم مطالبة النّيابة العامّة بعقوبات صارمة وصلت إلى ست سنوات حبسًا للأب وأربع سنوات للأم بتهمة “تكوين عصابة”، إلّا أنّ هيئة المحكمة ارتأت عدم كفاية الأدلّة لإثبات محاولة القتل أو التّحضير لها، واكتفت بالحكم عليهما بالسّجن 18 شهرًا مع وقف التّنفيذ، مع إلزام الأب بالخضوع لعلاج نفسي بعد تصريحاته التي اعتُبرت “مزعجة” و”مضطربة”.
وأُعيد الطّفل إلى رعاية المؤسّسات الاجتماعيّة في فرنسا، فيما خضع الزّوجان للمراقبة القضائيّة بعد أن قاد بلاغ أحد أفراد العائلة إلى إحباط مخطّطهما المفترض قبل الوصول إلى المغرب.