في خطوة لافتة عشيّة احتفال المغرب بالذّكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، خرج المبعوث الشّخصي للأمين العام للأمم المتّحدة إلى الصّحراء، ستافان دي ميستورا، عن صمته ليعلن موقفًا واضحًا من قرار مجلس الأمن رقم 2797، مؤكّدًا أنّ المحادثات المقبلة ستنطلق من مبادرة الحكم الذّاتي المغربيّة باعتبارها الإطار الأكثر جديّة وواقعيّة للتّسوية.
وخلال خطاب ألقاه أمس الأربعاء، أبدى دي ميستورا حذرًا دبلوماسيًا في صياغة مواقفه، مكتفيًا بالإشارة إلى “الأطراف” دون تسميتها مباشرة، في إشارة إلى الجزائر وجبهة “البوليساريو”، داعيًا الجميع إلى الانخراط “بحسن نيّة” في العملية السّياسية الجديدة. وأوضح أنّ القرار الأممي الأخير يرسم “إطارًا للتّفاوض” لا يفرض نتائج مسبقة، بل يتيح التّوصّل إلى حل متوافق عليه يضمن الاستقرار الدّائم في المنطقة.
وأبرز المبعوث الأممي أنّ القرار 2797 يعكس “دينامية دولية متجدّدة” ورغبة صادقة في إنهاء نزاع دام نصف قرن، مشيدًا بالدّعم الذي حظيَ به المسار الأممي من قِبل الولايات المتّحدة وفرنسا والمملكة المتّحدة، ومؤكّدًا أنّ هذا التّفاعل أوجد “طاقة جديدة” تدفع نحو الحل السّياسي الواقعي.
كما أقرّ دي ميستورا بأنّ الأمانة العامّة للأمم المتّحدة تحتاج إلى دعم فعّال من الدّول المؤثّرة داخل مجلس الأمن وخارجه، مجدّدًا إشادته بالدّور الأمريكي البارز في تمرير القرار الأخير، ومعتبرًا أنّ التّفاعل الإيجابي للدّول الكبرى—including those التي امتنعت عن التّصويت—ساهم في تجنّب التّعطيل وضمان استمرار الزّخم السّياسي.
وفي ما يشبه رسالة طمأنة للأطراف الأخرى، أوضح الدّبلوماسي الإيطالي السويدي أنّ المشاركة في المفاوضات المقبلة “لا تعني القبول المسبق بنتائجها”، لكنّها تمثّل خطوة أساسية نحو بلورة تسوية واقعيّة قائمة على الحوار البنّاء.
وأشار دي ميستورا إلى أنّ الأمم المتّحدة تنتظر من المغرب تقديم الصّيغة المحدّثة لمقترحه الموسّع للحكم الذّاتي، كما أعلن الملك محمد السادس في خطابه الأخير، مبرزًا أنّ مبادرة 2007 ستظل المرجعيّة الأساسية لانطلاق المفاوضات، مع أخذ الملاحظات والمقترحات الأخرى، بما فيها تلك التي قد تقدّمها “البوليساريو” والجزائر وموريتانيا، في الحسبان.
واعتبر المبعوث الأممي أنّ تمديد ولاية بعثة “المينورسو” لعام إضافي، يمثّل خطوة ضرورية لتوفير مناخ مستقر يُيسّر بدء المحادثات المرتقبة، مؤكّدًا أنّ “العمل الحقيقي يبدأ الآن”، وأنّ نجاح المسار السّياسي يتوقّف على انخراط الأطراف كافّة بشكل بنّاء ومتواصل في سبيل حل دائم للنّزاع.




