نظّم التّحالف المدني لحقوق الإنسان، لجهة العيون السّاقية الحمراء، يومهُ الإثنين الـ25 من الشّهر الجاري، بتنسيقٍ مع حملة “نسائم الخير” النّسوية، وبمُشاركةٍ المنصّةِ الإعلامية “أخبار تايم”، ندوةً تحسيسيّةً تواصليّة، بقاعة العروض، دار الثقافة “أم السّعد” بـ”العيون”، تحت تيمة “أدوار العمل الخير في ترسيخ القيم الإنسانيّة”، في خطوةٍ تحملُ بين طيّاتها، المُقاربة النّوعيّة لمجال اشتغال المُجتمعِ المدنيِّ باختلاف هيئاته، لتوطيدِ الرّوابط المجتمعيّة ابتداءاً من مبدأ التّكافل الإجتماعي.
وفي مُستهلِّ هذا الحدثِ الحقوقيّ والإنساني، تمّ افتتاحُ النّشاط المذكور، بكلمةٍ خصّها “التّحالُف المدني لحقوق الإنسان”، بنموذجٍ حيٍّ للعمل الخيري والإنساني، من خلال إحدى عضوات حملة “نسائم الخير” النسويّة، أعقبها مُباشرةً الإسترسال في إعطاء المُداخلات الرّسميّة للنّدوة التّحسيسيّة التواصليّة.
البداية، كانت مع مداخلة للسيّد “عبد الفتّاح الرّاجي”؛ مدير مؤسّسة “أخبار تايم” الإعلاميّة، والباحث في سلك الدكتوراه، شُعبة القانون الدّولي العام، التي جاءت تحت عنوان “إسهام وسائل التّواصل والإعلام في تعزيز الرّوح التضامنيّة داخل المجتمع”، حيثُ حاول بهذه الورقة العلميّة، الوقوف على مدى تحقيق الأدوار التحفيزية لوسائل الإعلام وتكنولوجيا التواصل الرّقمي، سيما وأنّ الصّحافة الإلكترونية ووسائل التّواصل الإجتماعي، لها دورٌ فعّالٌ فيما يتعلّقُ بالتطوُّع داخل المجتمع.
من جانبه، وخلال مُداخلته التي عنونها بـ”البعد الإنساني في الأدب كخدمة للعمل الخيري والمجتمع
المنتج الأدبي بالصحراء نموذجا”، أثرى الشّاعر والرّوائي، الأديب الأريب؛ الأستاذ “محمّد النّعمة بيروك” النّقاش، حيثُ تناول العمل الخيريّ من خلال البُعد الإنسانيِّ في الأدب، مُحاولاً في معرض حديثه، تبيان العلاقة الوطيدة بين الأدب كمرآةٍ تعكس الجانب الخيريّ والإنساني للمجتمع، ارتباطاً وما أنجبتهُ الأقلام الأدبيّة في ملاسمةٍ للواقع وحيثيّاته، حيثُ تطرّق لتجارب خاصّةٍ لروائيّن من مختلف بقاع العالم، وعلى رأسهم المؤلّفين المحليّين، كما جردَ -بشكلٍ دقيقٍ- أهميّة مُحاكاة القيم الإنسانية، كرسالةٍ ينضحُ بها الإناءُ الأدبي.
وفي مداخلةٍ للفاعلة الجمعويّة؛ الأستاذة “فاطمة اهويدي”، مُمثّلة “نسائم الخير” النّسويّة، أقدمت هذه الأخيرة؛ على استعراض أهمّ ما يُميّز العمل الخيري والإنساني، انطلاقاً من نموذجهنَّ التطوّعي، حيثُ جاءت مُداخلتُها تحت عنوان “دور الشّباب الفاعل في تكريس الإنسانية عبر مبدأ التكافل الإجتماعي”، وهو ما جسّدته حملة “نسائم الخير” النسويّة، التي حرصت أثناء النّدوة عينها، على عرض شريط فيديو خاص بإحدى الحالات الإنسانية التي تتبنّاها، والتي تخُصُّ الرّضيعة “مروى المنفوذي”، وهي حالةٌ تُعاني من مُشكلٍ صحيٍّ يستدعي التدخُّل الفوريّ والعاجل.
واختتم رئيس التّحالف المدنيِّ لحقوق الإنسان، لجهة العيون السّاقية الحمراء، السيّد “لوشاعة أهراني”، سلسلة المداخلات الرّسميّة، بمُداخلةٍ شاملةٍ وجامعة، جاءت تحت عنوان “العمل الخيري التطوّعي من منظور حقوق الإنسان”، حيثُ تطرّق خلالها المُنسّق الجهوي للهيئة الحقوقيّة المذكورة، إلى عددٍ من النّقاط، لعلّ أنّ أبرزها؛ الخوض في مفهوم حقوق الإنسان الذي ربطُهُ بعدّة أبعادٍ من مناحي الحياة اليوميّة، كما شدّد في الأخير على إلزامية إنجاح الخُطط الملكيّة، الرّامية إلى ترسيخ القيم الإنسانيّة والنّهوض بمبدأ التّكافل الإجتماعي، وكذا الحث على نجاعة التّنمية المتوخّاة من محورها، الذي يولي الأهميّة القصوى للرّأسمال البشري كمُكوّن لإنجاح أي ورش تنموي.
إلى ذلك، تمّ فتحُ باب المُداخلات، قبل أن يتمّ تقديم كلمة للسيّد المدير الجهوي للثّقافة بالعيون، “عبد السلام الشرفي”، وتكريم أحد الوجوه الفاعلة بالصّحراء، السيّد “بدر الموساوي”، كما تمّ تقديم عدد من الشّواهد التّقديريّة للمُشاركين، ثمّ أخذ صورة تذكاريّة توثّق هذا الحدث الإنساني.