في تناقض لافت بين التّصريحات الرّسميّة والتّغريدات المرافقة، طغى الغموض على ما تمّ تداوله بشأن قضيّة الصّحراء المغربيّة خلال زيارة الرّئيس الرواندي، بول كاغامي، إلى الجزائر، والتي استغرقت يوميْن.
الرّئيس الجزائري عبد المجيد تبون، استغلّ النّدوة الصحفيّة المشتركة ليصرّح، باللغة العربيّة، بأنّ الطّرفيْن “اِتّفقا على دعم حق تقرير المصير للشّعب الصّحراوي”. غير أنّ ما جاء في التّصريحات الرّسميّة للرّئيس الرواندي بعد انتهاء الزّيارة، خالف رواية تبون تمامًا.
ففي تغريدة نشرتها الرّئاسة الرّوانديّة على حسابها بمنصّة “X”، لم يتطرّق كاغامي إلى أي حديث متعلّق بملف الصّحراء، وركّز بدلًا من ذلك على ما اعتبره نتائج الزّيارة، والتي شملت توقيع عدد من الإتّفاقيات في مجالات النّقل الجوّي، والتّعليم العالي، والصّناعات الدّوائيّة، والإتّصالات، والعدالة، وتشجيع الإستثمار.
وأضاف كاغامي أنّ زيارته تهدف إلى تعزيز الشّراكة طويلة الأمد مع الجزائر، وأعلن في هذا السّياق عن افتتاح مرتقب لسفارة روانديّة في الجزائر العاصمة.
وتُرجّح مصادر متطابقة أنّ الرّئيس الرواندي لم يكن على دراية كاملة بما صرّح به تبون بشأن الصّحراء، خاصّةً وأنّه لم تُوفّر له سمّاعات التّرجمة الفوريّة خلال حديث الرّئيس الجزائري باللّغة العربيّة، وهو ما يطرح تساؤلات حول السّياق الذي ذُكرت فيه قضيّة الصّحراء خلال اللّقاء الصّحفي المشترك.
ويأتي هذا الموقف في وقت يشهد فيه ملف الصّحراء تحوّلات دبلوماسيّة متسارعة، وسط زخم دولي متزايد داعم للمقترح المغربي المتعلّق بالحكم الذّاتي.