كشفت بيانات رسميّة صادرة عن المعهد الإسباني للاحتياطات الإستراتيجيّة للبترول (Cores)، أنّ المغرب تصدّر قائمة الدّول الأوروبيّة المستقبِلة للغاز الطّبيعي الإسباني خلال شهر يونيو الماضي، محقّقًا نحو 858 غيغاواط/ساعة، أي ما يمثّل 35,5% من إجمالي الصّادرات الإسبانيّة خلال الشّهر ذاته.

وأوضح المعهد أنّ أكثر من 52% من الغاز تمّ نقله عبر الأنابيب، بينما جرى شحن حوالي 48% على شكل غاز طبيعي مسال (LNG)، رغم تسجيل انخفاض بنسبة 40% مقارنةً بالفترة نفسها من 2024.

ويأتي هذا التّوسّع في الصّادرات الإسبانيّة إلى المغرب بالتّزامن مع استمرار الجزائر في توريد الغاز لإسبانيا، حيث لبّت بين 26 و30% من احتياجات مدريد خلال يونيو، وفق ما ذكرت مجلّة “كوريير إنترناسيونال”. ويرى محلّلون أنّ تصدير الجزائر لإسبانيا يواكبه إعادة تصدير الغاز الإسباني إلى المغرب، في إطار استمرار التّعاون الطّاقي بين الرباط ومدريد، رغم توقّف أنبوب الغاز “المغاربي الأوروبي” منذ خريف 2021.

ويتمّ توريد الغاز الإسباني إلى المغرب عبر أنبوب “ميدغاز” الرّابط بين ميناء بني صاف الجزائري وميناء ألميريا الإسباني، وهو خط استراتيجي يضمن تدفّقات مباشرة ومنتظمة، بعد توقّف الأنبوب المغاربي بسبب الخلاف بين الرباط والجزائر حول قضيّة الصّحراء.

ويشير الخبراء إلى أنّ محاولة الجزائر للضّغط على المغرب عبر إيقاف تمديد الغاز عبر أراضي المملكة لم تنجح، حيث لجأ المغرب إلى استيراد الغاز الإسباني بعد اقتنائه من الأسواق الدّوليّة. كما دفع هذا التّطوّر الرباط إلى البحث عن بدائل طاقيّة متعدّدة، شملت مشاريع التّنقيب عن الغاز داخل المملكة وزيادة إنتاج الطّاقة الخضراء.