في أوّل رد فعل له على التّصريحات الإعلاميّة الأخيرة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، خرج رئيس الحكومة السّابق سعد الدين العثماني عن صمته، مندّدًا بما وصفه بـ”الادّعاءات المغلوطة” التي طالت تدبير حكوميْ العدالة والتّنمية خلال ظهوره على القنوات العموميّة مساء الأربعاء 10 شتنبر 2025.
وفي تدوينة مطوّلة نشرها على حسابه الرّسمي، فنّد العثماني ما اعتبره “حملة تبرئة للذّات” من طرف رئيس الحكومة الحالي، متّهماً إيّاه بمحاولة التّملّص من المسؤولية في ملفّات جوهريّة، على رأسها إشكالية محطّة لتحلية المياه، وتعميم الحماية الاجتماعيّة، وميثاق الاستثمار.
وأضاف العثماني أنّ رئيس الحكومة الحالي، رغم نُدرة خرجاته الإعلاميّة، إلّا أنّ تصريحاته غالبًا ما تُبنى، حسب قوله، على إنكار جهود سابقيه، أو تبنٍّ جزئي لإنجازاتهم، أو تهرّب من مسؤوليات الإصلاح في الحاضر.
وفي سياق دفاعه عن تجربة حكومتيْ العدالة والتّنمية، شدّد العثماني على أنّ تدبير الانتخابات السّابقة جرى في احترام تام للمقتضيات الدّستوريّة، مذكّرًا بإشرافه المباشر على المشاورات مع الأحزاب، ومستشهداً باجتماعات رسميّة عقدها هو وسلفه عبد الإله بنكيران، والتي أسفرت عن توافقات مهمّة في المشهد الانتخابي.
أمّا فيما يخص الجدل الدّائر حول القاسم الانتخابي، فقد أقرّ العثماني بـ”فشل التّجربة”، لكنّه حمّل المسؤولية لرئيس الحكومة الحالي، معتبراً أنّ تمرير القاسم الانتخابي القائم على عدد المسجّلين شكّل “انحرافًا خطيرًا” عن قواعد التّمثيلية الدّيمقراطيّة، وشوّه المسار الانتخابي الوطني.
وفي ختام تدوينته، دعا العثماني رئيس الحكومة إلى تحمّل مسؤولياته السّياسيّة كاملةً، بدل الاستمرار في ما اعتبره “تسويق خطاب المظلوميّة”، مشدّدًا على أنّ المواطنين ينتظرون حلولًا عمليّة لأزماتهم بدل تبادل الاتّهامات بين المسؤولين.