قرّرت السّلطات الموريتانيّة إغلاق منطقة “البريكة” الحدوديّة شمال شرق البلاد، المتاخمة للأراضي الجزائريّة، في خطوة أمنيّة لافتة تأتي بعد أيّام من تنفيذ القوّات المسلّحة الملكيّة المغربيّة ضربة جويّة دقيقة اِستهدفت تحرّكات معادية بالمنطقة العازلة في الصّحراء المغربيّة.

مصادر عسكريّة موريتانيّة أكّدت أنّ القرار يهدف إلى احتواء التّوتّرات المتصاعدة في هذه النّقطة الحسّاسة، التي تُعد ممرًّا رئيسيًّا لشبكات التّهريب وبعض التّحرّكات المسلّحة، وتحديداً تلك التي قد تكون على صِلة بجبهة البوليساريو التي تنشُط انطلاقاً من مخيّمات تندوف بالجزائر.

التّقارير الإعلاميّة الموريتانيّة كشفت أنّ إغلاق “البريكة” يندرج ضمن إجراءات أمنيّة مشدّدة لوقف الأنشطة غير القانونيّة، في منطقة تشهد تداخلّاً معقّداً بين التّهريب المعاشي والجريمة المنظّمة، مع صعوبة الفصل بين الإثنين في كثيرٍ من الأحيان.

وتأتي هذه التّطوّرات وسط معطيات عن مصرع قائد النّاحية العسكريّة السّادسة في صفوف “البوليساريو”، في قصف جوّي نفّذته طائرة مسيّرة مغربيّة قرب المحبس، بعد رصد عربة محمّلة بقذائف من نوع “غراد” كانت بصدد التّسلّل إلى المنطقة العازلة، ما يعزّز فرضيّة تحرّكات مشبوهة انطلقت من العمق الموريتاني.

وتُقرأ هذه الخطوة الأمنيّة الموريتانيّة، أيضاً، كإشارة سياسيّة ضمن سياق إقليمي مضطرب، خاصّةً في ظل التّوتّر بين الرباط والجزائر، وسعي نواكشوط إلى تثبيت موقعها كطرف حذِر يُراقب التّحوّلات دون الإنجرار إلى محاور متصادمة.