صنّفت منظمة الصحة العالمية المرض المُنتشر مؤخرًا المعروف بإسم ’’كوفيد-19‘‘ على أنه وباء عالمي، وأعلنت عدد كبيرة من دول العالم عن تسجيل عدد من المُصابين فيها كما كشفت عن عدد من الوفيات، وبحسب الأرقام بالدول الأكثر تأثّرًا بالمرض هي الصين وإيطاليا وإيران. هذا الأمر تطلب من المنظمة العالمية أن تُطالب من كافة حكومات الدول إتّخاذ إجراءات وقائية للحد من إنتشاره مثل تسكير الحدود أو عزل الأشخاص المُصابين فورًا بالإضافة إلى الأشخاص المُشتبه بهم.. لم نرى إعلان عن أي حالة في بعض الدول العربية مثل سوريا على الرغم من وجود حالات في الدول المُجاورة لها مثل إيران التي أكلها المرض بالطول وبالعرض ولبنان إلا أن القنوات السورية التابعة للرئيس بشّار الأسد مازالت صامتة فهل لدى الشعب السوري المناعة الكافية لصد ذلك؟

 

تقوم وسائل الإعلام في سوريا حتى اللحظة بالتكتّم عن وجود أي حالة في البلاد إلا أنها في الوقت نفسه تعرض عبر الإذاعات الطرق التي تُساعد المواطنين في الإبتعاد عن الفيروس المُستجد وهذا ما دفع وزير الصحة السوري نزار يازجي على قول أن الجيش نجح في تطهير البلد من ’’الجراثيم‘‘ رغم خطورة هذا المرض.

 

الإتحاد الأوروبي أعلن عن تأجيل كافة المُباريات المُقررة في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن تعليق الرحلات الجوية مع كافة الدول الأوروبية بإستثناء بريطانيا التي إعتبرها خارج القارة، بينما قالت صحيفة ’’تشرين‘‘ السورية أن مؤشر دمشق للأوراق المالية يُسجل إرتفاعًا بسبع نقاط والأمور في سوريا على ما يرام وسط ضجة إعلامية مُخيفة بسبب الفيروس الذي دمّر إقتصادات الدول الكُبرى.

 

يتم التعامل مع المعلومات المُتعلّقة بالمرض في سوريا على أساس أنها سلاحُ لا تنازل عنه على الرغم من أن الوقت الحالي وتحديدًا في هذا المجال يتطلّب الشفافية التامّة مع الجمهور من أجل إتّخاذ الإجراءات الوقائية أو كحد أدنى إلتزام المنزل وعدم الخروج منه إلا عند الضرورة كما طلب الرئيس اللبناني ميشال عون من مواطنيه.

 

وبسبب هذه المُعاملة الغير مُتوقّعة من الإعلام السوري، فقد عُدنا مُجدّدًا لكلمات الشاعر السوري ممدوح عدوان الذي قال في كلماته آنذاك: ’’الأنظمة السياسية كذابة لذلك لا يصدقها (الشارع)، لا يصدِّق بياناً عن معركة بعدد الشهداء، ولا يصدّق حتى درجات الحرارة القصوى والصغرى. الإعلام كمعبّر عن السلطة يكذب أيضاً، أنا أشتغل في إعلام أخجل منه لأنه يكذب بهذا المقدار، يكذب بدرجة الحرارة، يكذب بإخفاء الكوليرا، وهل هناك أحد يخفي الكوليرا؟‘‘.