العاشر من أبريل 2015، المكان: وادي “الشبيكة” جنوبي مدينة، حافلة تابعة لشركة “CTM” قطعاً لم يكن ببال أيٌّ من ركابها أن هذا اليوم سيشهد واحدة من أكثر الحوادث المروعة و الصادمة، تلك التي استثارت بشكل واسع روع شريحة كبيرة من ساكنة الصحراء، إنها “فاجعة الطنطان” كما يتذكرها “أبريل الصحراء”.
34 ضحية معظمهم في سن الزهور، قضوا احتراقاً في حادثة السير المروعة ، على إثر اصطدام حافلة نقل الركاب بإحدى الشاحنات. هذه الأخيرة برأها تقرير وزارة الداخلية من مسؤولية الحادثة، بعد أن راجت آنذاك أنباء عن تورطها في تهريب حمولة محترقة ظن أنها تسببت في إشتعال العربة المقابلة.
حيث ركاب الحافلة أغلبهم أطفال كانوا عائدين إلى مدينة العيون، بعد مشاركتهم في الألعاب الرياضية المدرسية التي نظمتها وزارة الشباب و الرياضة بـ “بوزنيقة”، رفقة مجموعة من الرياضيين من بينهم العداء المغربي “محمد أسنكار”، و ركاب آخرين منهم طلبة جامعة، كانوا يتابعون دراستهم بمدن شمال المملكة.
فاجعة الطنطان.. تُحَرِّكُ أعلى سلطٍ في البلاد!
سرعان ما شكلت فاجعة الطنطان شغلا شاغلا للرأي العام في الصحراء على وجه أخص، و المغرب عموما. نيران الحافلة أشعلت فتيل وزارة الداخلية لتحرك أكبر رتبة فيها آنذاك “محمد حصّاد”، الذي واكب عملية التحقيق في الحادثة شخصياً كما اعتمدت السلطات الأمنية على الحمض النووي لأجل التعرّف على القتلى نظرا لتفحم الجثث. حينها شكّلت المراكز الصحية بالمنطقة خلية أزمة لمواجهة هذا الوضع الخطير، في وقت أعلن فيه الملك محمد السادس تكفله بلوازم الدفن والعزاء وعلاج المصابين، مُصْدرًا تعليماته إلى السلطات المختصة لأجل مساعدة عائلات الضحايا.
ماذا ترتب عن فاجعة الطنطان؟
التحقيقات أسفرت عن تحميل المسؤولية لسائق الحافلة، إذ كشفت أن الأبحاث أظهرت أن سائق الحافلة كان يسير بسرعة تصل إلى 100 كيلومتر في الساعة، بدل 80 كيلومترا في الساعة المسموح بها قانونيا.. كما حمّل العديد المسؤولية لسوء وضعية البنية التحتية التي تعاني منها الطريق الوطنية رقم 1، نظرا لمعاناة السائقين من ضيق مساحتها، إضافة إلى عدم توفرها على معايير السلامة.
بعد الحادثة تم الإعلان عن مشاريع النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، و الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس بالعيون، تزامناً مع الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء للربط المجالي للمناطق الصحراوية، حيث يتضمن إنجاز الطريق الساحلي السريع تيزنيت-العيون- الداخلة. مشروع ينتظر استكمال الأشغال التي انطلقت بالفعل، فهل تحد تثنية الطريق المبرمجة أو تقلل من نسبة حوادث السير في المنطقة مستقبلاً.
أنجزه لـAT : رشيد البكاي و عبد الفتاح الراجي